البدون في مصر بين فقدان الجنسية وطلب اللجوء
هناك أعداد كبيرة من البدون يعيشون في بلاد مختلفة وفي الدول العربية خاصة , مثل البدون في الخليج .. كـ البدون في الكويت , والبدون في السعودية, والبدون في الإمارات, والبدون في قطر , غير ان هنلك أيضا البدون في مصر والذي هو محور مقالنا اليوم.
وإليكم هذه الروابط لمزيد من الأطلاع :
البدون في الكويت وانعدام الجنسية , علي هذا الرابط أضغط من هنـــــا .
البدون في السعودية وانعدام الجنسية لدي البدون , علي هذا الرابط أضغط من هنــــا.
البدون في قطر بين الحقوق والمواطنة, علي هذا الرابط أضغط من هنــــا.
البدون في الخليج – وحلول مؤجلة لمعاناة حقيقية, علي هذا الرابط أضغط من هنــــا .
من هم فئة البدون؟
البدون Bedoon هم مواطنون يعيشون بلا جنسية او هوية , وهم فئة مجهولون تماما من المجتمع الذي يتواجدون فيه,وليس لديهم اي أوراق ثبوتية بهويتهم الحقيقية ,كما أنهم غير مسجلين في الدفاتر والأوراق الرسمية للدولة المتواجدين بها, كما ان قانون الدول نفسها لا يعترف بوجودهم ولا يعطي لهم أي حقوق بل قد يفرض عليهم واجبات مشددة, لذا تجدهم عديمي الجنسية او بدون جنسية تؤكد وجودهم وانتمائهم للدولة الموجودين علي أرضها.
وكما ذكرنا سابقا ان عدد كبير من البدون يعيش ويتواجد في عدد من الدول العربية, والذين يتواجدون في مصر نجدهم بالمناطق الصحراوية وخاصة عند المناطق التي تقع علي الجبال وعلي الحدود بين الدول.
ففي هذه المناطق الصحراوية والتي تقع علي الحدود بين مصر وإسرائيل يعيش بعض قبائل البدون ومنهم قبيلة العزازمة المتواجدين بمنطقة شمال سيناء,فهم لا يملكون اي وثائق تثبت جنسيتهم , او من أين جاءو .. فلا يوجد بحوزتهم اي وثائق قانونية رسمية كـ شهادات الميلاد او شهادات الوفاة, بمعني من يولد او يمون ليس له اي وجود سواء حياً او ميتاً,كل مايملكونه هو تصريح مدون به الأسم فقط اما الجنسية فمكتوب بجوارها (بدون) .. رغم ان هذه القبيلة متواجدة في مصر منذ الجدود فهم يعتبرون نفسهم مصريون وأهل سيناء , فـ القبيلة تمتد علي الأراضي الواقعة عند بئر السبع الي جهة الشرق بوادي عربة, ومن جهة الغرب حيث الصحراء السيناوية,هم يطالبون بحقهم في المطالبة بالخدمات مثلهم مثل غيرهم من أبناء هذا الوطن, وكانو يتوقعون حصولهم علي الجنسية المصرية عقب جلاء اسرائيل عن سيناء لكنهم لم يحصلو الا علي وثيقة مرور ومن غير تحديد جنسية لهم في هذه الوثيقة.. فهي عملية معقدة بعض الشئ لأن منهم من كان يشتغل مع الأحتلال الأسرائيلي , فكيف يطالبون بالحصول علي الجنسية ؟, وكيف نضمن ولائهم للدولة؟..
فالبدون في مصر يتواجدون بأعداد كبيرة تصل الي خمسة الاف او يزيد عن هذا العدد , فهم يعانون ضيق العيش ويمرون بظروف مؤلمة , فعلي حد قولهم انهم تم تهجيرهم من مساكنهم منذ عام 1958 , والأن هم عند الحدود التي تفصل بينهم وبين إسرائيل , فوضعهم سيئ ولا يوجد لديهم أي أثبات لجنسيتهم ولا معترف بهم.
وأذ ما حاول منهم النزوح والأقتراب من المدن , يصطدم بالواقع المرير فلا يجد من يرغب في تعينه,فهو فاقد الجنسية وليس معه اي أوراق تفيد هويته, ويفشل في استخراجها .. فمن الذي يرضي ان يوظفه لديه وهو مجهول الشخصية والجنسية؟.
والبدون يواجههون هذه الصعاب في صمت , ولكن الأجيال الجديدة منهم أصبحت واعية وتطالب بما أستهان به أبائهم وأجدادهم من قبل, ويطالبون من المسؤولون بضرورة النظر في أمر ووضع حلول جديه لهذه المشكلة التي يعانوا منها أينما ذهبو حتي لا يواجهو نفس مصير أبائهم وأجدادهم.
وبدون الجنوب المتواجدون في منطقة حلايب وشلاتين , فهم أيضا يواجهون نفس المعاناة في عدم حصولهم علي أي أوراق تفيد كونهم مصريين ومن أصول مصرية كـ قبائل الرشايدة وقبائل الهدنداوة وقبائل الأتمن , وقبائل العبابدة , ونفس وضعهم هو نفسه علي حاله بعد ثيوت أحقية مصر في حلايب وشلاتين وضمها إليها , غير ان هناك من زحف الي السودان بعد قرار الأنضمام , ولكن المتبقي منهم وتمسك بتراثه وأرضه ولديهم رغبة في حصولهم علي الجنسية المصرية , رغم عدم أعتراف الحكومة بهم , والأن هم متواجدون بالمنطقة معدومي الجنسية.. والجدير بالذكر هنا يجب التنويه علي منهم من يعاني من عدم الأعتراف بهم من قبل الطرفين (مصر – والسودان) فلا مصر اعترفت بهم ولا السودان لديها النية في الأعتراف بهم وهم ممزقون بين هنا وهناك بسبب النزاع بين البلدين في السيطرة علي المنطقة قبل ثبوت أحقية مصر بهما, ومدي الرعب الذي واجهه أبناء هذه القبائل عندما علمو بقرار الرئيس السابق بعودتهم (اهل حلايب وشلاتين) الي السودان.
ورغم المساعي الجاهدة منهم ووعود بقبول طلبات الجنسية , وأبداء مساعدتم وإرسال قوافل غذائية وعلاجية لهم الا ان هذه الجهود بائت بالفشل ايضا,فبعد ثورة 25 يناير توقفت الوعود بالمضي قدما,وتوقفت بها الآمال ..
رغم مايؤكده بعض المسئولون ببرلمان الدولة,علي ان قضية أهل البدون في منطقة حلايب وشلاتين محسومة وان الحكومة في طريقه نحو أخذ خطوات جادة في حل مشاكل المنطقة وعلي رأسهم البدون وفي حقهم في نيل الحقوق التي طالما ما نادو بها.
وأن مجلس البرلمان المصري (مجلس الشعب) بصدد القيام بإصدار قانون يسمح لفئة البدون في الحصول علي الجنسية المصرية كمصريين لا كلاجئيين علي الدولة المصرية, فهم يرفضون تماما تصنيفهم لاجئيين ويطالبون بثبوت مصريتهم كحق شرعي لهم.
فهناك خلط في أمر قضية البدون لدي الكثيرون,ويعتبرونهم لاجئيين , وهنا هناك فرق بين عديمي الجنسية وبين اللاجئ , غير ان هناك من اللاجئين من يتصف بالبدون , وليس كل بدون لاجئ فمنهم من لم يعبر الحدود أصلا ولكنهم يعانون من الحرمان من الجنسية لأسباب ترجع الي العرق والنوع والدين.
انواع البدون :
بدون بسبب العرق, بدون بسبب النوع,بدون بسبب الدين.
ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الأن تعلم الجميع عن المشاكل والقضايا المهملة , والقاء الضوء عليها حتي تصل الي المسئوليين المعنيين بهذه المشكلة وبأثبات حقوقهم وتوثيق أوضاع هؤلاء الذين طالما بحقهم في الأعتراف بهم .
ما يعاني منه فئة البدون :
– سلب حقوقهم ,فهم محرمون من الاستفادة بالخدمات الممنوحة كـ الوظائف والتعليم والخدمات الصحية .
– عدم السماح لهم بالمشاركة في الحياة السياسية بالدولة.
– لا يوجد معهم أي دليل رسمي بكونهم مواطنيين فعليين.
– كيف يتزوج البدون وهو لا يمتلك شهادة ميلاد او جنسية دولة,ولهذا نجد ان عقود زواجهم ليست رسمية او مقيدة بالدولة.
ومن أين أتو البدون في مصر ؟
البدون في مصر هم قادمون أتو من مناطق عديدة , فمنهم من هو فلسطيني الأصل فر من بلاده وفقد جنسيته زاحفا علي مصر والي الدول الأخري ,ومنهم من الأرمن الذين جاءو ايضا الي مصر , وهناك فئات منشئهم مختلف مابين إرتيريا و إثيوبيا جاءو مطالبين اللجوء بمصر.
البدون من البهائيون او غيرهم :
الشخص البهائي الديانة او غيره من الديانات المختلفة غير الديانة (الأسلامية او المسيحية) ليس مسموح له باستخراج وثيقة ميلاد رسمية او بطاقة الرقم القومي , فهم فئة غير معترف بهم, ولكن في السنوات القليلة السابقة وبالتحديد في عام 2008 , تم ايجاز استخراج وثيقة رسمية لهم ولكن بدون ذكر الديانة التابعين لها, وبذلك يمكنهم الأندماج في المجتمع.
وقامت المفوضية السامية لشئون اللاجئين بحملة بوجوب منح الجنسية لفئة البدون , عن طريق تحفيز الدول بالتوقيع على الأتفاقية الخاصة بالبدون والتي تقتضي العمل علي تقليص نسبتهم الي ان ينتهي هذا المسمي ولم يبقي له اي وجود..ولعل الأيام القادمة تزف الينا هذا الخبر الذي طالما حلم به بالكثيرون .
فضلا : أذا أعجبك هذا المقال أترك تعليقك وأنشره بين أصدقاؤك لتعم الفائدة علي الجميع,شكرا للمتابعة.