العمل الأسود .. مصير طالبي اللجوء المصريين في ألمانيا
طالبي اللجوء في ألمانيا الذين يعلمون في البلاد بما يسمى العمل بـ “الأسود”.
Black Work – The fate of Egyptian asylum seekers in Germany
العمل الأسود ماهو ألا استغلال ومهانة للشخص وإذلال مابعده اذلال .. هذا هو حال جميع الشباب المصريين من طالبي اللجوء في ألمانيا ..
تعريف العمل الأسود :
“العمل الأسود” العمل بالأسود, المسمي الشائع لوصف العمل بشكل غير قانوني, لكل من يقيم بصورة غير شرعية او غير قانونية.. أو من هم في مرحلة التقديم للحصول على اللجوء , حيث لا يسمح لهم بالعمل خلال مرحلة الموافقة او الرفض علي قبول اللجوء , لأنهم يتقاضون مساعدات اجتماعية حتى يتم تقنين أوضاعهم في الدولة وينظر في أمرهم .
نصيحة واجبة الذكر :
قبل كل شئ نحن نطرح هذا المقال حتي نلقي عليه الضوء وتعريف الشباب بمخاطره التي ربما يجهلها , ونوضح له مساؤي ومخاطر العمل بالأسود , ولا نشجعه بأي صوره بل ونرفضه ايضا لانه يجلب لصاحبه المشقة والذل والهوان , ويعرضه للمسائلة القانونية وربما الترحيل القسري ..
واليكم رحلة ..
شاب من مصر , منذ عام ونصف تقريبا غادر إلى تركيا ومن هناك وصل اليونان للعمل مع أصدقاء له سافروا إلى هناك منذ فترة, لكن بعد وصوله وجد زملائه هناك في حال سيئة وغاية التعب فقرروا الفرار معا متخذين الطريق إلى أوروبا ليلحقوا بالفارين من الحروب كالسوريين والعراقيين والأفغان الذين بدأو الرحلة من هناك..
ويقول هذا الشاب المصري انه اتخذ الطريق من اليونان بصحبة أسرة سورية حتى يصل إلى السويد , لكنه اعتقل على حدود الدنمارك , وتم سجنه هناك لعدة أيام , ثم طلب منه أن يذهب إلى ألمانيا فوصل الي ألمانيا وقرر تقديم طلب اللجوء.
ويقول إن الصورة تبدو أمامه قاتمة للغاية ولا يرى أملا في تحسن الوضع لأن السلطات الألمانية ترفض قبول طلبات جميع اللاجئين المصريين, وأن الحل الوحيد أمامه هو ان يعمل بالأسود ؟؟؟
و استكمل حديثه واليأس في عينيه قائلا : أن تشتغل وتشقي ثم تحصل على أقل من ربع الأجر.. وأحيانا لا تحصل عليه أساسا ..لأن قانون العمل في ألمانيا الذي تم تعديله في يناير 2015, ينص على أن الحد الأدنى لأجر الموظف في الساعة يبدأ من 8.50 يورو, وهذا يعني أن الموظف الذي يعمل 40 ساعة أسبوعيا سيتقاضي 473.1 يورو نظير تعبه قبل الضرائب شهريا , وفي بداية العام الجاري تم زيادة الأجر في الساعة بنسبة 4 في المائة ليكون 8.84 يورو..
فهو يتقاضي نظير شعله على 400 يورو في الشهر !! من صاحب المطعم الذي كان يعمل فيه , موضحا أن جميع أصحاب هذه الأعمال من المهاجرين القدامى يستغلون حاجتنا للعمل ويفرضون شروطهم.. وإذا لم تقبل فلديهم غيرك كثير ممن يقبلون ..
وهناك آخرين يعملون في اليوم كله بـ 10 يورو فقط .. فأصحاب هذه الأعمال ليس لديهم ضمير ويتفننون في إهانت وإذلال العامل وزيادة عبء العمل عليه حتي التخلص منه أوالنصب عليه لكي يترك العمل.
وفضل هذا الشاب في نهاية الأمر يعيش على المساعدات الحكومية والتي تبلغ 136 يورو في الشهر مع توفير وجبات للطعام يوميا.
ينتظر الشاب أستئناف قرار طلب اللجوء الذي رفض لأول مرة..قائلا: ان الألمان لا يقبلوا طلبات المصريين رغم معرفتهم بالعمل الأسود ومايتم فيه من ظلم وتعسف من قبل أصحاب العمل اللذين يستغلون العمل أسوء أستغلال ..
وفي حالة إذا تم رفضه سيستمر بشكل مخالف أو يرجع إلى مصر .. غير ان الخجل ومحاولته الفاشلة تمنعه من العودة إلى مصر في الوقت الحالي وتزيده أصرارا علي تحمل الوضع والأستمرا حيث انه ترك أسرته وأطفالا أملا في توفير حياة كريمة لهم.
حاله مثل حال الكثيرين من الشباب المصريين الذين غامروا بحياتهم سعيا وراء وهم الثراء والطموحات التي غمسها بالذل والأهانة متحملا نتيجة مخاطرته والتي كانت أساسها غير شرعي ..
ونجد ان غالبية الهاربين والسالكين نفس الطريق هم من متوسطي التعليم ولا يتحدثون الإنجليزية ولا الألمانية وحتى المهن التي يعرفونها غير مطلوبة في المجتمع والسوق الألماني الذي يشترط مهارات معينة تتطلب من العامل تدريبا لفترات طويلة قد تصل إلى 3 سنوات حتى يتم إتقانها.
ولقد أوضح (رئيس الجمعية المصرية الألمانية في برلين – برايك إسماعيل) قائلا إن من يتم رفض طلبات لجوئهم يعيشون في ظل أوضاع صعبة وعليهم قبول الأمر الواقع والاستغلال والنصب , وأن أغلبهم يصطدمون بالواقع المرير الأ وهو , الوهم الأوروبي.. فالوضع الأن تغير تماما عن الوضع قبل 25 عاما والأمر يزيد صعوبة ..
يفرض القانون الألماني عقوبات صارمة ضد العمل بشكل غير قانوني على الطرفين العامل وصاحب العمل, فالعامل يتعرض لغرامة كبيرة وصاحب العمل غرامة أكبر قد تصل إلى مئة ألف يورو, وقد تصل إلى السجن 10 سنوات..
أما في حالة أن العامل لاجيء يفرض القانون عليه غرامة تصل إلى 5 ألاف يورو ، وقد يتسبب ذلك في تعطيل قرار منحه حق اللجوء ويتم خصم الغرامة المالية من قيمة المساعدات التي يتلقاها.. وبالطبع في هذا العمل لا يتمتع العامل بأي مميزات تأمينية ولا صحية, أما صاحب العمل فهو المستفيد الأكبر لأنه لا يدفع تأمينات على العامل ولا يتكلف المزيد من الضرائب, التي تعتبر مصدرا هاما لدخل الحكومة لذلك لا يتم التهاون في هذا الأمر من قبل السلطات.. إن الاستغلال من قبل أصحاب العمل العرب ومن بينهم المصريين, زاد في خلال السنوات الأخيرة بسبب توافد عدد كبير من السوريين وأصبح هناك الكثيرون المستعدين للعمل بأي شكل وبأي أجر, ومنهم أيضا ممن لديهم وضع قانوني كلاجئ لكنهم يقبلون أي عمل.
وشاب آخر من مصر وصل إلى ألمانيا منذ عام بعد أن استقل أحد قوارب الموت مقابل دفع 5 آلاف دولار لأحد سماسرة الهجرة غير الشرعية.. بعد بداية الرحلة بساعات لم يتحمل القارب غضب الأمواج ولا ثقل الركاب فقرر أن ينهي الرحلة فانقلب بهم, وصارع مع آخرين الأمواج حتى أنقذتهم سفينة أخرى ونقلتهم إلى اليونان.. ومن هناك أجرى هذا الشاب اتصالات مع أهله الذين توسلوا إليه ليعود, لكنه رفض وطلب منهم إرسال مال لاستكمال الرحلة إلى ايطاليا التي لم يجد فيها ضالته, فقرر أن يأتي إلى ألمانيا لسهولة إجراءات اللجوء فيها, وفق قوله.
حيث وصل إلى برلين متجها مباشرة إلى مركز استقبال اللاجئين , وتم تسكينه مع آخرين في ملعب لكرة السلة خصص لاستيعاب الأعداد الغفيرة التي تفد إلى العاصمة , فاقتسم الإقامة مع عراقي وأفغاني.. وحاليا يحصل على المساعدة حتى تبت المحكمة في طلب اللجوء .. وأكد أنه لن يعود حتى لو تم رفضه للجوء وسيعمل (بالأسود) أو سيهرب إلى دولة أخرى
ولطالما ظل يحلم منذ صغره بالسفر عندما كان يرى في بلدته الذين سافروا إلى ايطاليا وعادوا ومعهم الكثير .. ولهذا الحلم قد غامر من أجله وأضاف ان لاشيء أخسره فالحياة من قبل ليست أحسن حالا من الأن.
– هؤلاء الشباب وغيرهم يمثلون أكثر من ألف طالب لجوء مصري على قوائم الترحيل في ألمانيا, وهذا ما أكده المتحدث باسم وزارة الداخلية الاتحادية في ألمانيا بشأن اللاجئين المصريين.
– وإن قرار الإعادة القسرية للمصريين المرفوضين كما قال توبياس بلاته , لم يتخذ به بعد وهناك أسباب مختلفة وراء عدم نجاح عمليات الإعادة القسرية حتى الآن .. كما أن الحكومة الاتحادية الألمانية تجري اتصالات وثيقة مع السلطات المصرية لحل هذه القضية.. كما ذكر أن عدد المتقدمين المصريين للحصول على اللجوء في 2016, بلغ 1667 طلبا , أما عدد المتقدمين من بداية العام الجاري بلغ 256 طلبا حتى مارس هذا العام , مشيرا إلى أن نسبة الحماية التي يحصل عليها طالبو اللجوء المصريين 15 في المائة .
– الجانب الألماني يعتمد في قبول اللاجئين المستحقين للحماية على المعايير الدولية التي تنظم هذه العملية والأولية للقادمين من مناطق الصراعات والنزاعات, وهو ما أكده المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية.
– وتنص هذه القوانين على أن الحق في اللجوء يمنح, لمن يتعرض للاضطهاد الديني أو العرقي في بلده, أو الذي يواجه الاعتقال حال عودته بسبب ميولة واتجاهاته السياسية أو ميوله الجنسية , فيما تعتبر مصر ودول شمال أفريقيا من الدول الآمنة التي ترى ألمانيا أنه لا مبرر لقبول لاجئين منها خاصة في ظل وجود من هم أولى بالحماية مثل الفارين من الحرب السورية والعراقيين والأفغان للنزوح في الدولة التي تقبل حمايتهم .
وأخيراً :
بعدما تعرفنا على العمل الأسود وانه يجلب الذل والمهان لصاحبه, ننصح كل شخص الابتعاد عن هذه الطريقة لأن مخاطرها وخيمه, وقد يصدر في حقه قرار الإعادة القسرية , فعلي كل شخص ان يراجع نفسه لضمان العيشة الهنية , ومن لديه أسباب قسرية, يجب التفكير بهدوء وذهن صافي , ولا يتبع طريق سلكه غيره ربما يقع به ويتعرض للسجن ان الترحيل.
فضلا : أذا أعجبك هذا المقال أترك تعليقك وأنشره بين أصدقاؤك لتعم الفائدة علي الجميع,شكرا للمتابعة.