الفرق بين اللجوء السياسي واللجوء الأنساني

الفرق بين اللجوء السياسي واللجوء الأنساني :

سنتكلم في هذا المقال حول الفرق بين اللجوء السياسي واللجوء الأنساني , وما هو اللجوء ,حق اللجوء , معنى اللجوء السياسي , ما هو حق اللجوء السياسي ,أقسام اللجوء السياسي, شروط الحصول على اللجوء السياسي , مميزات اللجوء السياسي, مفهوم اللجوء الإنساني , حق اللجوء الأنساني .. ولكن دعونا أولا نلقي نبذة تاريخية عن اللجوء عموما :

الفرق بين اللجوء السياسي واللجوء الأنساني

نبذه تاريخية عن اللجوء:

اللجوء ,عرف حق اللجوء منذ القدم , حيث مارست الحضارات القديمة هذا الحق, كالحضارة الفرعونية, والحضارة واليونانية, غير ان الحضارة الرومانية فلم تعترف بحق اللجوء بشكل مطلق ولكن اللجوء وقتها كان اللجوء الديني, كـ الهاربون الذين هربو إلى المعابد للحماية والآمن والمأوي.

العصر الجاهلي ظهر اللجوء من قبل العرب , وجاءت الديانات مؤكدة لهذه الظاهرة, حيث كان الأفراد في القرن الرابع الميلادي يلجئون إلى الكنائس لحماية أنفسهم من الطغيان الإمبراطوري الروماني,كونها مكان يمنع فيه الأضطهاد والظلم.

– اللجوء قبل وبعد الثورة الفرنسية,قديما كان حق اللجوء لا يسمح لمرتكبي الجرائم العادية, وليس الجرائم السياسية, ولكن  أحداث الثورة الفرنسية أصبح تسليم المجرمين العاديين أمر طبيعي, والمجرمين السياسيين لديهم حماية من نوع خاص, ولكن  جاء الشرط البلجيكي, ولم يستثن من تسليم المجرمين السياسيين ,ووفقا لمفاهيم حقوق الإنسان, والحفاظ على الكرامة والحياة ,بضرورة توفير الأمن والحمايةلكل من ترك موطنه طالباً للحماية.

– أما اللجوء في العهد الحديث يتجسد في امثلة عديدة كـ لجوء اليهود في القرن العشرين حيث لجأت أعداد كبيرة منهم من النمسا وألمانيا, فرارا من ظلم النازيين, وجاءت رحلة لجوء الفلسطينيين من وطنهم هربا من الاحتلال الإسرائيلي في عام 1948 , وبدأت رحلة لجوء الشعب العراقي عام 2003 للدول المجاورة بسبب الغزو الأمريكي,واخيرا شعب سوريا لجأ بسبب الحرب في عام 2011 متوجها لدول أوروبا .

الفرق بين اللجوء السياسي واللجوء الأنساني

– شروط اللجوء :

يجب أن تنطبق على اللاجئ شروط معينة أساسية حتى يتم اعتماده, والموافقة علي طلبه, وهي:

– أن لا يتمتع اللاجئ بالحماية من قبل بلده الأصلي , والتي يحمل جنسيتها, ولهم موطن,و الأشخاص الذين ليس لديهم موطن, ويفتقرون إلى الحماية كحالي البدون ..

– و أن يفتقر اللاجئ إلى الحماية في بلده الأصلي, وأن يكون خارج حدوده, نتيجة أفكار سواء سياسية منها أو دينية, أوعرقية ,  أو قومية, خارجا من بلده بسبب الاضطهاد والظلم .

– علي أن يكون اللاجئ خارج وطنه الأصلي رافضا العودة إليه لأسباب وظروف صعبة ليس له شأن في تغييرها الي الأفضل .

– والشخص الذي ترك موطنه الأصلي بسبب الكوراث الطبيعية الأعاصير والبراكين او الزلازل يعد لاجئاً.

– والشخص الذي ترك موطنه الأصلي مرغما بسبب الحرب يعد لاجئاً.

– كما ان الشخص الذي ترك موطنه الأصلي بسبب تعرض حياته للخطر فيه , او لوقوع التمييز العنصري عليه يعد لاجئا.

ولذا :

ووفقا لما جاء في  اتفاقية جينيف في عام 1951م والتي وقعت عليها 130 دولة:

إذا كان الشخص خارج بلد إقامته الأصلي , وتوجه الي بلد آخر نتيجة لما يحل به من ظلم, أو التنكيل,أو المطاردة الطبقية او العرقية, او نتيجة لأعتقادات سياسية, أو دينية فيعد لاجئاً , حتى لو رفض العودة والحماية ببلده لعدم الثقة في منحه الأمن, أو نتيجة لخوف ما , يجب أن يمنح له الحماية في البلد الذي لجأ إليه.

– والهرب من الحرب أيضا يعد سبباً إنسانياً للجوء, فالشخص الذي يهرب من بلد قام بها حروب, ولايريد المشاركة فيها, يريد ان يحمي نفسه من إيذاء يقع عليه هو وأسرته, ولا يرغب في المشاركة في قتل أشخاص آخرين ربما يكونو أبرياء, يعد لاجئاً.

– كما يعد لاجئاً من يعاني من مرض مزمن يهدد حياته, ولا علاج له إلا في بلد اللجوء هذا مثل (الذين يحتاجون لتوافر جو جاف), فمن شأنه أن يتم منحه الإقامة للعلاج, كما يمكن منح الإقامة لشخص ما في بلد اللجوء لجمع شمله بأحد أقربائه , في حالة إذا كان هو الرابط الأخير للعائلة.

الفرق بين اللجوء السياسي واللجوء الأنساني

أولا :

1- اللجوء السياسي :

حق اللجوء السياسي:

تعريف حق اللجوء السياسي, يأتي بموجب القانون الدولي , هو فرصة الحماية التي توفرها الدولة لمواطن أجنبي ضد دولته الأصلية, وللدولة الحق في الموافقة علي اللجوء أو رفضه, حيث لا يعتبر هذا الحق أمرا إجباريا لتحقيقه في حالة المطالبة به.

– و يعرف ايضا اللجوء السياسي على أنه قانون دولي يوفر الملجأ المؤقت للجناة السياسيين من قبل الدولة التي يتوجه اليها وبداخل أراضيها , وبخاصة في السفارة الأجنبية..

كما أطلق  اللجوء على المكان الآمن الذي توفره الكنيسة المسيحية قديما للمجرمين والخارجين عن القانون لحمايتهم من الأضطهاد حيث انها تعد جهة حماية وأمن.

وينقسم اللجوء السياسي الي عدة أقسام وهم :

 – أقسام اللجوء السياسي :

ينقسم حق اللجوء إلى ثلاثة أقسام أساسية وهي:

1- اللجوء السياسي الإقليمي:

هو حق يمنح ضمن الحدود الإقليمية للدولة, من أجل حماية الأشخاص المتهمين بجرائم سياسية أو الفرار من الخدمة العسكرية  أو التجسس وماشابه ذلك.

2- اللجوء خارج الحدود الإقليمية – اللجوء الدبلوماسي :

هو لجوء يمنح في السفارات والقنصليات والسفن الحربية والتجارية الواقعة ضمن حدود أراضي الدولة التي يراد اللجوء منها..وهو  يعتبر حق ممنوح خارج حدود الدولة ويطلق عليه لجوء دبلوماسي.

3- اللجوء المحايد:

اللجوء المحايد هو اللجوء الذي تمنحه الدول التي تعتبر محايدة في حالة الحرب, حيث تقدم اللجوء السياسي للدخول إلى أراضيها من قبل الدول المتحاربة , بشرط أن يتم اعتقالهم طوال فترة الحرب.

أمثلة على اللجوء السياسي المحايد حيث ان (الدول تقدم هذا الحق بشكل مقنن في الضرورة القصوى لبعض الحالات للحفاظ على الحياة) .. ومن الأمثلة عليه:

– الحق الممنوح للاجئين من دول مختلفة بحكم سيادة الإقليمية للدولة المعنية.

– منح هذا الحق من قبل دول غربية وأمريكا للعديد من النساء اللواتي هربن من بلدانهن في دول العالم الثالث بسبب رغبتهن في عدم الوقوع في براثن العادات القديمة لتشويه الأعضاء التناسلية.

– منح اللجوء السياسي للفرد الذي يسعى هارباً من الاضطهاد, بالإضافة إلى توفير الحماية والأمن لهذا الفرد.

4- اللجوء الأقتصادي :

طلب اللجوء بسبب الظروف الاقتصادية أو كما يعرف بـ اللجوء الاقتصادي, هو أحد أنواع اللجوء, لكن يعد اللجوء لأسباب اقتصادية سبب أساسي لرفض طلب اللجوء من قبل الدولة التي يتقدم فيها الشخص طالبا اللجوء اليها, وهو غالبا لايصرح بأنه لجوء أقتصادي ولكنه يزعم انه لجوء أنساني.. وغالبا ما نجد ان دول اوروبا والدول الغنية لا تدعم مثل هذا اللجوء , وترفض طالبات اللجوء لأغراض اقتصادية, لأنها اذا مافتحت الباب امام طالبي اللجوء بهذه الطريقة, ستتلقي طلبات لاحصر لها كل يوم , الأمر الذي سيؤدي الي زعزعت وأفراغ هذه المجتمعات من شبابها التي يفرون منها هربا من الحالة الأقتصادية, وسيحدث تكدس في المجتمعات الغنية باللاجئين.. غير ان الأحوال الاقتصادية مسؤولية تقع علي كتف الدول الأم لطالب اللجوء, وليست مسؤولية الدول او الدولة التي يتقدم فيها الشخص بطلب اللجوء إليها.

دور الدول المتقدمة تجاه الدول الفقيرة في حالة سوء الأوضاع الأقتصادية:

الدول المتقدمة عليها دور لا يجب التخلي عنه في مثل هذه الأوضاع الأقتصادية التي تحل بالدول النامية , فينبغي تقديم دعم مالي للدول الفقيرة, ومساعدتها في فتح أفق أفق جديدة تستقطب من خلالها الشباب للعمل والتعايش بدلا من التخلي عن بلدهم.

الفرق بين اللجوء السياسي واللجوء الأنساني

شروط الحصول على اللجوء السياسي:

يتم منح حق اللجوء السياسي لأشخاص مفردة وليس لجماعات, فالشخص الذي يمكنه الحصول على اللجوء السياسي بسبب ملاحقته بشكل شخصي وتعرضه للتعذيب أو القتل من قبل أنظمة..

– كالناشطون السياسيون الذين تركوا بلدانهم بسبب أحكامٍ صدرت في حقهم مثل الإعدام أو السجن أو هروبا من التعذيب بسبب الأراء السياسية.

– الضباط والجنود الذين تخلفو عن جيوش بلدانهم وهربوا من بلادهم املا في النجاة من عقاب المنتظرهم من النظام .

– الذين ينتمون لأحزاب سياسية أو طوائف دينية ويتعرضون للملاحقة والاضطهاد والأذى وفقدان الحياة.

– الذين يعملون في مجال التصوير والتوثيق للأفعال التي يتم ارتكابها في بعض البلدان , والتي تكون ضد القوانين الدولية وضد الأنسانية, والتي لاترغب الأنظمة في فضحها, وفي حالة التعرض للتهديد أو التعذيب يقومون بطلب لجوء سياسي.

الأعلاميين والكتاب الذين يعبرون عن آرائهم في الصحف و المدونات الإلكترونية , ويتعرضون للتهديد بسبب تلك الأفكار والمقالات.

– والذين يعتنقون ديانة اخري غير ديانتهم فهم يتعرضون للخطر في مكان إقامتهم من قبل طوائف دينية .

مميزات اللجوء السياسي :

– يتم تقديم مساعدات مالية من قبل الدولة للاجئ السياسي , وهي تعد قيمة أكبر من القيمة التي تقدم للاجئين في اللجوء الإنساني.

– تتم معالجة طلبات اللجوء السياسي بشكل أسرع وأفضل من طلبات اللجوء الأنساني, كما يحصل اللاجئ السياسي المتقدم على الإقامة والجنسية في وقت أسرع من المتقدم للجوء الإنساني.

– يحق لطالب اللجوء السياسي من الدولة ان توفر له الحماية الشخصية,فهم قد يتعرضون للخطر ومحاولات الاغتيال في بلد اللجوء التي ينتقلون إليها.

حق اللجوء :

ويعتبر حق اللجوء , هو مفهوم قضائي متفق عليه منذ القدم , وبموجبه يتم إعطاء حق للتعبير عن معتقدات وآراء الأشخاصِ الذين يتعرضون للاضطهاد في موطنهم الأصلي بسبب آرائهم السياسية أو معتقداتهم الدينية التي تكون محمية من بلد آخر.

الفرق بين اللجوء السياسي وقانون اللاجئين الذي تم وضعه مؤخرا :

حق اللجوء يختص بالأفراد ويقدم لكل فرد على حدة,في حين يتعامل قانون اللاجئين مع التدفق الضخم للأفراد من بلدانهم إلى بلدان أخرى.

الفرق بين اللجوء السياسي واللجوء الأنساني

2- اللجوء الإنساني :

تتعدد أنواع اللجوء ومنها اللجوء الإنساني, واللجوء الإنساني يختلف عن اللجوء السياسي , لأن أسباب اللجوء الإنساني غاليا ماتنشأ نتيجة الحروب , والنزاعات , والتفرقة الموجودة في البلد الأصلي ,كما ينتهي اللجوء الأنساني بزوال او انتهاء المسبب له.

وعلى الدولة المستضيفة للاجئين انسانيا , تقديم يد العون وتوفير كامل الحقوق للاجئ وذلك حسب ما ورد في اتفاقية جنيف, ما عدا الحصول علي جنسية الدولة.

واللجوء الأنساني, هو الأكثر شهرة حيث لا يقتصر على فئة معينة من الناس, ويحدث بسبب الحروب أو الغزو على دولة معينة,أو بسبب الصراعات والنزاعات العرقية كـ سوريا والعراق .

طرق اللجوء الإنساني :

– يتم تقديم طلب اللجوء الأنساني في مطار الدولة التي يصل إليها الشخص.

أو

– يتقدم طالب اللجوء الأنساني بطلبه عندما يدخل إلى الدولة عن طريق الذهاب إلى أحد مراكز اللجوء فيها.

أو

أن يلجأ الشخص عن طريق المفوضية, ويتقدم بطلب اللجوء فيها, وغالباً يكون اللجوء عن طريق المفوضية إلى كندا, أو أمريكا, أو أستراليا، أو بعض دول أوروبا مثل ايطاليا والدنمارك..

– ولكن هناك الفرق بين الشروط والمميزات وسرعة معالجة الطلب لكل دولة من الدول المستضافة لطلبات اللجوء , حيث ان الفرق بين اللجوء السياسي واللجوء الأنساني في ايطاليا يختلف , عن الفرق بين اللجوء السياسي واللجوء الأنساني في كندا ,و يختلف الفرق بين اللجوء السياسي واللجوء الأنساني في أمريكا أيضا , ولكل بلد قوانينها وشروطها المنصوص عليها, وليس هناك مجال لسردها هنا في هذا المقال , وسنخصص لكل بلد مقال علي حدا نظرا للاهمية.

 – ما هو حق اللجوء الانساني :

حق اللجوء الأنساني , يعرف اللجوء بمفهومه العام أنه الحماية التي تقدم للفرد الذي يغادر وطنه , خوفا من التعذيب , أو التعرض للظلم والاضطهاد, أو القتل لعدد من الأسباب منها: الآراء السياسية, أو قد يكون اللجوء بإرادة الفرد أو بدون إرادته, مثل: اللجوء بسبب الحروب الأهلية التي تحدث في ذات الدولة, أو بسبب حدوث كوارث طبيعية, او الذي يتم فرضه بسبب غزو عسكري لدولة معينة من أخرى.

الفرق بين اللجوء واللاجئ :

واللجوء الأنساني هو حق حصول الفرد على الحماية القانونية, ويعد حق مؤقت تمنحه الدولة تبعاً لظروفها, ويتم منح الأفراد حق اللجوء وفق أحكام وشروط معينة تصدر عن وثائق حقوق الإنسان دون تفريق او تمييز.

  اللجوء : يمنح حق اللجوء للشخص الغير قادر علي البقاء في وطنه.

  اللاجئ : فهو الشخص الذي يكون خارج بلده يحمل جنسيته , ولا يرغب بالرجوع إليه لأسباب قوية كما جاء في اتفاقية الأمم المتحدة عام 1951م, فهو الشخص الذي يترك الدولة التي يحمل جنسيتها خوفاً من القتل, أو الاضطهاد بسبب أفكاره السياسية.

ومن يرغب باللجوء إلى دولة أخرى لأسباب اقتصادية, أو سعيا في مستوي معيشي أفضل ,من غير استهداف من جهة معينة من نفس دولته  سواء القتل, أو الاضطهاد, أو التعذيب, فهو لا يقع ضمن أحكام هذه الاتفاقية, ولا يشمل ايضا في اتفاقية الأمم المتحدة من يلجأ بسبب الكوارث الطبيعية (الزلازل والفيضانات,أعاصير) وقد شملت المفوضية العليا للاجئين الهاربين من الحرب ضمن  إطار عملها.

فضلا : أذا أعجبك هذا المقال أترك تعليقك وأنشره بين الأصدقاء لتعم الفائدة علي الجميع,شكرا للمتابعة.