خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ماذا يعني بالنسبة للاجئين؟

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ماذا يعني بالنسبة للاجئين؟  ..

ماذا يعني خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنسبة للاجئين؟

What does it mean for Britain to leave the EU for refugees?

لقد ظلت حدود بريطانيا مغلقة إلى حد كبير خلال أزمة اللاجئين التي هزت دولاً أخرى كثيرة في قارة أوروبا طوال العام الماضي, لأنها تتمتع بحماية خاصة بفضل موقعها الجغرافي ووضعها خارج منطقة شينغن, ولم تقبل سوى عدداً ضئيلاً من طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى السواحل الجنوبية لأوروبا في العام الماضي.. ودائما نجد ان بريطانيا أشد حرصا علي عدم قبول اللاجئين الي أراضيها ..Syrian refugees reach Hungary by following a Serbian rail track

لكن هذه الحقيقة لم تمنع الصور المذاعة تلفزيونياً على نطاق واسع للمهاجرين واللاجئين الذين أتو وتدفقوا عبر البلقان , كما يصل اللاجئون السوريون إلى المجر باتباع مسار للسكك الحديدية الصربية , وأصبحت تلك الصور مرتبطة بالهجرة (الخارجة عن نطاق السيطرة) إلى المملكة المتحدة, التي كانت واحدة من أهم القضايا في الفترة التي سبقت الاستفتاء على الخروج من نهائيا الاتحاد الأوروبي …

حملة التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي

والجدير بالذكر أن زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة (UKIP) نايجل فاراج استخدم صورة فوتوغرافية تم التقاطها في أكتوبر عام 2015 للاجئين أثناء عبور الحدود التي تفصل بين كرواتيا وسلوفينيا وهم بالمئات , استغلالا للملصق في الدعاية للحملة التي تنادي بالتصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي .فهذا الملصق مثير جدا للجدل استخدمته حملة التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي حيث يظهر طالبي لجوء وهم مسافرين عبر البلقان في شهر أكتوبر الماضي.

الآن وبعد أن صوت شعب بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي, ما هي تداعيات هذا القرار على اللاجئين وطالبي اللجوء؟

 

تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي على اللاجئين وطالبي اللجوء؟

سوف تكون أهم الآثار المباشرة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي, هي تداعياته على المهاجرين من دول الاتحاد الأوروبي الذين يعيشون في المملكة المتحدة وعلى المهاجرين من المملكة المتحدة الذين يعيشون في الاتحاد الأوروبي..

ولا تزال سياسات المملكة المتحدة تجاه طالبي اللجوء بلا تغيير كبير الي الأن .. فقد احتفظت البلاد منذ فترة طويلة بعدم التقيد بمعظم سياسات اللجوء الخاصة بالاتحاد الأوروبي , بما في ذلك الاتفاق المبرم في سبتمبر الماضي الذي يدعو الدول الأعضاء إلى استيعاب 60,000 طالب لجوء بعد نقلهم من اليونان وإيطاليا.. وكان الاستثناء الوحيد هو اتفاقية دبلن, التي سمحت للمملكة المتحدة بإعادة طالبي اللجوء إلى أول بلد تم تسجيلهم فيه بعد وصولهم إلى أوروبا.. ومن غير المرجح أن توافق الدول الأعضاء على إعادة طالبي اللجوء من المملكة المتحدة في أعقاب الاستفتاء.

 

وقد ساعد الاتفاق الثنائي مع فرنسا, الذي يسمح لبريطانيا بتنفيذ ضوابط حدودية على الأراضي الفرنسية, لمنع المهاجرين واللاجئين في المخيمات المقامة في كاليه من الوصول إلى شواطئ المملكة المتحدة وهم ليسوا بالعدد القليل بل يصلو الي الالاف .. وعلى الرغم من عقد هذا الاتفاق بشكل مستقل عن الاتحاد الأوروبي, فإن الجهات السياسية الفرنسية وصفت في الأيام القليلة الماضية بأنه لا يمكن الدفاع عن ذلك سياسياً بعد نتائج الاستفتاء.

 

كما ذكرت السيدة ((إليزابيث كوليت مديرة معهد سياسات الهجرة في أوروبا)) أن مهمة الاتحاد الأوروبي شبه المستحيلة وهي محاولة إقناع الدول الأعضاء بالموافقة على سياسات الهجرة واللجوء, حيث يمكن ان تصبح أسهل قليلاً بعد خروج المملكة المتحدة من الأتحاد الأوروبي .. ومن المتوقع أن يفقد الاتحاد الأوروبي نفوذ المملكة المتحدة لدى دول منشأ رئيسية مثل (نيجيريا وباكستان) وهما من بين 16 دولة ذات أولوية كان الاتحاد الأوروبي قد اقترح الشراكة معها لوقف سيول الهجرة.

تغيير المشهد السياسي

والأن وبعدما تغيير المشهد السياسي فجأة والتي قد تكون أشد الآثار البعيدة المدى لهذا الاستفتاء على اللاجئين هي الطريقة التي من المرجح أن يغير بها المشهد السياسي في كل من المملكة المتحدة وأماكن أخرى في أوروبا..

ففي المملكة المتحدة, يبدو لنا حزبين مختلفين ,فكل من حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض باتجاه اليمين المتشدد. وتخشى المجموعات التي تدعم اللاجئين تراجع في حقوق طالبي اللجوء وحدوث تنازلات بهذا الشأن.

 

وجميعنا يعلم جيدا التأثير الهامشي للمملكة المتحدة في العديد من التطورات الرئيسية بخصوص اللاجئين في الاتحاد الأوروبي, ولكنني أعتقد أنه ستكون هناك تداعيات على حقوق طالبي اللجوء داخل المملكة المتحدة .. كما أفاد (أندرو غيديس) المدير المشارك لمجموعة أبحاث الهجرة والعلوم الاجتماعية في جامعة شفيلد..

 

وأشار إلى أن وزيرة الداخلية (تيريزا ماي) , التي من المتوقع أن تكون المنافسة القوية لخلافة ديفيد كاميرون في رئاسة الوزراء, والتي قد دعت إلى خروج بريطانيا من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان, وهي منفصلة عن الاتحاد الأوروبي.. و أن تلك الاتفاقية تمنح طالبي اللجوء حقوقاً إضافية تتعلق باستئناف الأحكام والحماية القانونية,لاسيما ضد الترحيل القصري..وفي بيان أصدرته رداً على نتيجة الاستفتاء , قالت المنظمة غير الحكومية البريطانية العمل من أجل اللاجئين : لم يعارض سياسي بارز واحد وضع بريطانيا كملاذ آمن.. لكن هذا الوضع مختلف اليوم.

 

وما يؤكد هذه المخاوف هو الإبلاغ عن ارتفاع واضح في الحوادث العنصرية وظهور الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي التي استهدفت كل من المهاجرين واللاجئين خلال عطلة نهاية الأسبوع.

 

ويشير أندرو غيديس إلى أن الارتباط المباشر بين الشكوك البريطانية في جدوى الاتحاد الأوروبي وأزمة اللاجئين موجود بدرجة أقل في بلدان مثل إيطاليا والسويد ,حيث كان الانهيار الفعلي لمنطقة شنغن وعدم قدرة الاتحاد الأوروبي على الاستجابة لأزمة اللاجئين واضحا وحيث تحول اللاجئون إلى شماعة لـيضع عليها مشاكل أوروبية أكثر تعقيدا .

 

وأضاف في حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): أعتقد أن خطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. يتمثل في بروز الصورة السلبية لتبدو أكثر سلبية.

إن الدروس التي يبدو أن الاتحاد الأوروبي يتعلمها من خروج بريطانيا هي الحاجة إلى أن يكون أكثر صرامة بشأن الهجرة.. وتغيير في السياسة ؟ ..

فضلا : أذا أعجبك هذا المقال أترك تعليقك وأنشره بين أصدقاءك لتعم الفائدة علي الجميع,شكرا للمتابعة .