وضع اللاجئين السوريين في دول اللجوء الأوروبي :
دائما ما نجد ان السوريين اللاجئيين غير مبسوطين في الدول الأوروبية رغم ان أوروبا كانت ولازالت الحلم البعيد للكثيريين , فما الذي جعلهم يشعرون بهذا الشعور , هل يرجع السبب في الدولة التي يلجأون إليها أم هناك أسباب شخصية خاصة ؟..
اولا:
الأسباب الشخصية لعدم انبساط اللاجئ السوري :
– قد يرجع السبب في كون اللاجئ السوري ترك وطنه وجزء من عائلته,ويشعر بالرغبة والحنين اليهم والعودة من جديد الي ارض الوطن,فهو لم يأتي محبا للبلد الأوروبي او المجتمع الذي وضع فيه , ولكنه قدم مضطرا ,خائفا ,مهموما .
– وقد يكون السبب انه يتابع أحداث بلاده سوريا , ويتألم لفقد عزيز او يسمع بوفاة غالي , وكلها أخبار مفجعة وصادمة تجعله غير هانئ او مستقر لأنه يتفاعل مع الأوضاع التي تمر بها سوريا, مما يؤثر ذلك سلبيا علي تأقلمه وتفاعله في ظل الغربة المؤلمة.
– قد يكون السبب انه لم يفكر في الهجرة او اللجوء بحثا عن لقمة العيش او لسد جوعه او لرغبة لديه يريد أشباعها , ولكنه يبحث عن الحماية والعزة والكرامة التي سلبت منه في بلده سوريا نتيجة لظروف الحرب , ومحاولة اللجوء للدول المجاورة ولكن حالها يكاد يشبه حالهم,وأصطدمو بالواقع عندما أتو الي الدولة الأوروبية التي تمنح مزيدا من الحرية وتفتقر الي الكرامة الشرقية وتشجع العري المستباح, فنفرو من هذا المجتمع ولكن لا حيلة لهم سوي البقاء والتعايش والحذر والعمل بــ لا ضرر ولا ضرار .
– وقد يرجع الأمر الي ان اللاجئ السوري يحتاج الي وقت أطول عن غيره كي يشعر بالراحة ويطمئن ويبدأ في التأقلم والأندماج, حيث انه مر عايش ظروف قاسية ومر بمعاناة أثناء رحلة قدومه ووصوله.
– وقد يرجع الي عدم الأستعداد النفسي المسبق او عدم التعرف علي تجارب من يشبهه في الظروف, تجعله يشعر بعد التأقلم في البلد الجديد, فهو قدم الي هذا الوطن دون تخطيط مسبق , ولذا نجده يعاني في المرحلة الأولي من التأقلم في مواجهة صعوبات التعلم كطالب سوري.
وضع اللاجئين السوريين في دول اللجوء الأوروبي
ثانيا:
هل يرجع السبب في الدولة التي يلجأون؟
هل مازالت أوروبا حلم الشباب؟
أي شخص لاجئ كان يعتقد ان بوصوله الي أوروبا سيتحقق حلمه البعيد الذي طالما تمناه,وانتظره فترات طويلة حتي تحقق بحصوله علي اللجوء , ولكن المدة الطويلة في الأنتظار كفيله بأن يشعر منذ الوهلة الأولي بعدم الراحة.. غير ان بعد قبول السوري كلاجئ , يمكث فترة زمنية اخري طويلة حتي يمسك بيدة دليل رسمي علي انه تم قبوله وأخذ صفه لاجئ .. كما يطول عليه الوقت ايضا حتي يأتي له قرار الإقامة, كل هذا يمر علي طالب اللجوء السوري وهو في مكان يشبه السجن , يمكث فيه يعد الأيام التي تتوالي وتصل الي عدة شهور عديدة ربما تصل الي سنة , وينتظر ساعي البريد ربما يرفق بحاله ويسلمه ورقة تفيد بأنه لاجئ فعلي ويحمل إقامة للدولة التي لجأ إليها.. ناهيك عن ذلك كله , لو ان ان اللاجئ السوري هذا لديه أسرة وزوجة وأطفال ينتظرون منه لم الشمل في ظل هذه الظروف والوقت الذي يمشي كالسلحفاة , ففي هذا الوضع علي أسرته الأنتظار سنتين او يزيد حتي يتم لم الشمل !!
وضع اللاجئين السوريين في دول اللجوء الأوروبي
مواجهة صعوبة التأقلم :
مواجهة السوري لصعوبة التأقلم , فهناك من السوريون الحاصلون علي اللجوء يصعب عليهم التأقلم و التعايش في المجتمع الأوروبي اي ان كانت الدولة التي هم بها , فهم يشعرون بعد الأرتياح , غير ان اللغة تسبب لهم عائق في التواصل والتفاعل مع المجتمع فهم يشعرون ان ملفوظون ممن حولهم , والمطلوب منهم انهم يتصرفون مثل المجتمع الأوروبي , الدقة في كل الأحوال فهم مبرمجون علي ذلك في كافة النواحي الحياتية في الكلام والطعام والمشي والنوم , كل شئ لديهم بحساب وبقدر معين وهم لم يعتادون مثل هذه التصرفات التي تبدو بالنسبة لهم غريبة وتحتاج منهم جهدا كبيرا حتي يتأقلمو في المجتمع..
كما تواجههم بعض الصعوبات الأخري نتيجة طبيعة المناخ المختلف, فالدول الأوروبية أغلبها مناخها بارد وثليج , يصعب علي الكثيرين تحملها الي ان يعتادو ذلك, ولكنهم يشعرون ايضا ان المجتمع المحيطين به يعيشون حياة باردة ايضا تفتقر للود والعاطفة.
ويشعر البعض ايضا من السوريون انهم يعانون من الكآبة الحقيقية , فهم يعتادون علي المزاح والسهر والزيارات ولكن علي العكس تماما في الدول الأوروبية , فيجب عدم أصدار الأصوات العالية , والخروج بعد الساعة الثامنة او التاسعة , كما ان جميع المحلات تجدها مغلقة في هذه الساعة وجميع الشوارع ساكنة لا يمشي احد , والأضواء في المنازل يجب ان تخفض في المساء, لذا التعايش ضرورة للبقاء في أوروبا.
وضع اللاجئين السوريين في دول اللجوء الأوروبي
اللجوء القسري في الدول الأوروبية :
بعض الأسر السورية يتم تسكينها قسراً , اي انهم لم يختارو البلد او الوطن الذي سيلجأون إليه , بل انهم أضطرو الي اللجوء القسريدون أرادهم , نعم أوروبا جميعها بلدان راقية ومتحضره .. ولكن عندما يذهب الشخص قسرا الي مكان لم يختاره سيشعر هنا انه مسلوب الإرادة وانه مسير وليس مخير,وانه عليه ان ينفذ طواعية فهو مضطر الي ذلك ولاسبيل امامه الا التنفيذ.
وضع اللاجئين السوريين في دول اللجوء الأوروبي
العنصرية في أوروبا :
الكثير من اللاجئيين وليس من السوريين فحسب هم من يشعرون في الدول الأوروبية بالعنصرية الشديدة , والمعاملة الجافة , بل والأحتكار إليهم ناظرين اليهم انهم قادمون الي بلادهم لمشاركتهم عملهم ورزقهم , الأمر الذي يجعل السوري وغيره يشعر بالأضطهاد والكره من أهل البلد الأوروبي , بل قد يصل الأمر الي التطاول والدخول في مشاجرات لاحصر لها , فقط لكونه متواجد في بلدهم .
وضع اللاجئين السوريين في دول اللجوء الأوروبي
وأخيرا :
علي الأخوة السوريون ان يدركو أن الهجرة واللجوء تنبع من ثقافة المجتمع, فهناك الكثيرون يبحثون عن فرص حقيقية للعيش في بلد أوروبي , وعندما يصلون هؤلاء إلى أحدي دول أوروبا لا يتذمرون ولكن تملكهم القوة والعزيمة بالبقاء والصمود من أجل حياة أفضل .
فضلا : أذا أعجبك هذا المقال أترك تعليقك وأنشره بين أصدقاؤك لتعم الفائدة علي الجميع,شكرا للمتابعة.