ازدواج الجنسية وما يترتب عليها من آثار إيجابية وسلبية
ازدواج الجنسية موضوع في غاية الأهمية ونحن سنتناوله في هذا المقال , حيث يعتبر محور تفكير ونقاش كثير من المغتربين خارج بلدهم الأهم , وسنعرف مفهوم ازدواج الجنسية لمن يهمه الأمر , ومن هو الشخص المزدوج الجنسية ؟, وماهي الآثار المترتبة علي ازدواج الجنسية ؟, وما هو ازدواج الجنسية قانونيا ؟, وهل أزدواج الجنسية مسموح به فى كل دول العالم أم فى بعض الدول فقط , والشخص صاحب الجنسية المزدوجة هل تحكمه دولتين أم دولة , وهل للجنسية المزدوجة آثار مترتبة علي الشخص؟..
مفهوم الشخص المزدوج الجنسية :
يعرف الشخص مزدوج الجنسية بالشخص الذى يحمل جنسيتين , أي جنسية بلدين مختلفين,حيث ولد فى بلد وحمل جنسيته ثم سافر إلى بلد آخر لسنوات طويلة,وحصل على جنسيته.
متي يصبح الشخص مزدوج الجنسية ؟
الحالات التى يصبح الشخص من بعدها مزدوج الجنسية :
1 _ أن يولد الشخص فى غير بلده الأم فيمنح جنسية البلد تلقائيا.
2 _ يمنح الشخص الجنسية عن طريق النسب لآباءهم أو لأجدادهم كونهم مواطنون من بلد آخر.
3 _ يمنح الشخص جنسية البلد التي تم الزواج فيها من مواطنة أو مواطن من بلد آخر.
4 _ أن يمنح الشخص الجنسية من بلد آخر غير بلده الأم اذا هاجر اليها لسنوات طويلة فيكتسب الجنسية.
هل ازدواج الجنسية مسموح به فى كل دول العالم ؟
ازدواج الجنسية مسموح به فى كثير من دول العالم, ولكنه ممنوع فى دول أخرى ,وقوانين الجنسية والهجرة مسألة خاصة بكل دولة يقوم بتنظيمها حسب احتياجاته ومصالحه, فهناك دول تجبر مواطنيها بالتخلي عن جنسيتها اذا حصلوا على جنسية اخرى, بينما تسمح دول اخرى,وبينها دولة مصر.. فمثلا في مصر نجد الجنسية المزدوجة التي يحملها الآلاف من المصريين , والتي تم اكتسابها من قبل الكثيرين في السبعينات مع فتح الباب امام المصريين ليحملوا جنسيات دول اخرى بدون اسقاط جنسيتهم الاصلية, خصوصا لإزدياد الحاجة للسفر خارج البلاد بحثا عن فرص عمل , وهم يعاملون في بلدانهم الاصلية كمواطنين وفقا للقانون الدولي…
ولكنه فى دول أخرى ممنوع وغير مسموح به مثل دولة موريتانيا حيث انها تمنع ازدواج الجنسية لمن يحمل الجنسية الموريتانية,حرصا على انتماء وولاء الشخص لبلده الأم , وحرصا ايضا علي عدم ولاءه لأى بلد غير البلد الأم ومن يخالف ذلك فعليه التخلي عن جنسيته الأم وهي الجنسية الموريتانية, كذلك أندونيسيا من يريد ان يحصل علي الجنسية الأندونسية عليه التخلي أولا عن جنسيته الأصلي الأم.
وهناك دول أخري تسمح بأزدواج او تعدد في الجنسيات بجانب البقاء علي جنسيتها, وهذا التعدد يسمح به لسن معين ,فمثلا نجد دولة كوريا الجنوبية,تسمح بإزدواج الجنسية حتى يبلغ الشخص سن الـ 21 عاماً ,و بعد ذلك يجب علىه التخلي عن جنسيات والبقاء علي جنسية واحدة فقط حتي او اختار التخلي عن جنسية كوريا الجنوبية.
ماهى الآثار المترتبة على الفرد فى حالة ازدواج جنسيته
1 – اذا كان الشخص حاملا لجنسية بلده الأم التي ولد بها وحصل علي جنسيه اخري لدولة ما , ولم يقوم هذا الشخص بتأدية فترة الخدمة العسكرية الألزامية في بلده , فأن الدولة الأخري التي منحته جنسيتها لم تستطع الوقوف بجانبه ومساعدته في هذه الحالة.
2 – في حالة اذا كان الشخص محكوم عليه او عليه قضايا حتي وان كان خارج بلده الأصلية , ورجع اليها فلن تحميه الجنسية الأخري من الإجراءات التي تتخذها الدولة الأصلية تجاهه .
ازدواج الجنسية ولمن الولاء
دائما هناك مراوغة في ولاء مزدوجي الجنسية والتشكيك في اخلاصهم وحرمانهم من حقوق المواطنة الأساسية. وقد يصل الأمر الي وجوب إسقاط الجنسية عنهم انطلاقا من التشكك في توزع الولاء بين الدولتين الحامل جنسيتهم.
وقد يلجأ الشخص الي الهجرة مضطرا سعيا وراء توفير الرزق وتحسين وضعه الأقتصادي غير ان هؤلاء المهاجرين وجدوا أنفسهم فى مأزق, فهم من ناحية لا يستطيعون التوطن بالخارج والحصول على العمل المناسب إلا إذا اكتسبوا جنسية الدولة التى هاجروا إليها, وايضا لديهم خوف من اكتساب جنسية الدولة الأجنبية الأخري في حالة فقدهم الجنسية الأصلية وانفصالهم عن وطنهم الأم.
فقررت حكومتهم بوضع قوانين من شأنها ابعاد الخوف عن مزدوجي الجنسية او خطر زوال الجنسية عنهم, وقررت السماح لهم بالاحتفاظ بالجنسية إذا أرادوا وأجازت الدولة لهم فى ذلك, مع الأحتفاظ بجميع حقوقهم الدستورية والقانونية.. مثل ماجاء في قانون الهجرة ورعاية المصريين فى الخارج الصادر سنة ١٩٨٣ – المادة الأولى- على أنه : (لا يترتب على هجرتهم الدائمة أو الموقوتة الإخلال بحقوقهم الدستورية والقانونية التى يتمتعون بها بوصفهم مصريين ماداموا محتفظين بجنسيتهم المصرية).
أهمية وجود المصريين فى الدول التي هاجرو اليها عمل علي تعزيز واصقال مركز دولتهم الأم من خلال تكوين جاليات في الدول المانحة للجنسية , وايضا ماتخذته اسرائيل في جعل مواطنيها المقيمين في الخارج والذين يحملون الجنسية الأسرائيلية بدعم وقوة لأسرائيل , وايضا قانون ديلبروك الذي وضعته المانيا من قبل لحث المواطنين الألمان علي ازدواج الجنسية لدعم نفوذها الألماني خارج البلاد, ثم بعد ذلك لم تجيز هذا ولكن اجازت لأبناء الأجانب الذين يحملو الإقامة الألمانية علي أراضيها بأن يحملو الجنسية الألمانية.
وهناك من الدول التي تسمح بتعدد الجنسيات او بإزدواج الجنسية بجانب جنسيتها, مع جنسيات محددة ولا تسمح بالإزدواج بجنسيات اخري.
معظم الدول التي تسمح بتعدد الجنسيات,يكون بينها وبين البعض منها اتفاقيات دولية , لكن قد تكون دولة الشخص الأم لا تسمح بإزدواج الجنسية مع الدولة الأخري التي يرغب الشخص في الحصول على جنسيتها, فمثلاً قانون ازدواج الجنسية في مصر لا يسمح لحاملي الجنسية المصرية بالأزدواج لحمل الجنسية البرازيلية, ومن يحصل علي جنسية البرازيل عليه التخلي أولا عن الجنسية المصرية.
وأخيرا عند اتخاذك قرار فى السفر والهجرة للدولة أخري غير الدولة الأم ,فكر مليا في اكتساب جنسية الدولة الأخرى, بمعني اي دولة انت ستحمل جنسيتها وماهي الآثار المترتبة عليها.
فضلا : اذا أعجبك هذا المقال أترك تعليقك وأنشره بين أصدقاؤك لتعم الفائدة علي الجميع,شكرا للمتابعة.